٨ - كبسولة نقدية : كلمات متقاطعة روائية 2
تلات روايات ورا بعض مقدرتش اكملهم.. واحدة مكسيكية لخوان رولفو روايته المشهورة بيدرو بارامو.. والرواتين الآخرتين لكتاب شباب عرب..
الرواية المكسيكية فى سردها تعتمد على تيار الوعى المتقطع..
ويمكن بسبب الاسلوب ده.. نالت شهرتها لحداثة واصالة الاداه فى الحكى.. ولكن لم تلفتنى كقارىء غريب عن تلك القرية وعن هذا الزمن.. تشعر مع الحكى بعادية الأحداث المتعاقبة.. وكأنك سمعتها من قبل وتتوقع حدوثها..
اما الرواية الثانية العربية..كانت من البداية مبشرة بكونها استخدام حسن لسرد نفسى جرىء للبطلة.. ولكن عابها عدم تمكن الكاتب من كبح خياله الذاتى فى داخل شخصية الرواية.. مهم جدا انك تشعر بالشخصية تتكلم وتتحرك تبعا لهوى ذاتها وليس تبعا لهوى صاحبها الكاتب.. كانت هناك هفوات سهلت علي كشف ذلك بوضوح.. لان حدث السرد تعارض منطقيا مع هوى الشخصية.. فأدى الى رؤية الكاتب ذاته فى الشخصية.. وهذا خطأ فادح جدا..
اما الرواية الثالثة العربية.. كانت تعانى من بداية الفصل الاول من تردد الكاتب فى استخدام ضميرى الغائب و المتكلم.. بمعنى اوضح
كان يريد الكاتب - من داخله -استخدام سرد العليم المركزى او هو تدرب عليه بما يكفى او اغلب حصيلته القرائية منه.. فيستريح له..
ولكن هو اراد استخدام سرد المتكلم ليحكى حكايته على لسان الشخصية.. ومن قواعد تلك التقنية استخدام ما يناسب من افكار والفاظ تبعا للشخصية.. لا ان تتكلم بلغة فصيحة وتعبر عنها.. وكأنها الشخصية تبدو لكاتب فصيح الرأى.. وله من القدرة على وصف تفاصيل لساعة الحائط فى خمسة أسطر؟
كيف تصف على لسان شخصية تفاصيل تبدو من عينه هو.. غائبة عنه لايراها؟
وكيف تصف على لسانه هذه الدقة فى الوصف والتعبير؟
