٤٠ - كبسولة نقدية : كلمات متقاطعة روائية 9

هي رواية معاصرة لكاتب أقرأ له لأول مرة. الرواية جميلة، وفكرتها تدور حول رحلة صعود لاعب رياضي من حيّ شعبي إلى الشهرة

الفكرة جديدة ومميزة، إذ اعتمد السرد على خاصية الحكي الذاتي التوثيقي لمرحلة الصعود، صعود هذا الرياضي من البدايات. وهنا تكمن قوة الرواية، إذ ارتكزت على هذه الرياضة تحديدًا، وهي رياضة ذات شعبية عربية، مع سردية اللاعب أو بطل الرواية. فجاء السرد واقعيًا، لكنه مال إلى الواقعية الرمزية، عندما بدأ يشير إلى الوضع الاجتماعي والسياسي المرتبط بهذه الرياضة تحديدًا، واستغلالها لأغراض أنانية تسلطية على المجتمع

في الثلث الأخير من الرواية، جنح السرد من الواقعية الرمزية إلى الواقعية السحرية، دون منطق سردي يبرر هذا الشرود. هل كان ذلك لتحقيق غرض من حبكة الرواية في مسودتها الأولى؟ أم لمحاولة صنع عنصر مفاجأة غير متوقعة؟ أم مجرد صناعة نهاية بهدف "الفرقعة"؟ء

رغم أن السرد على جسد الرواية كان سلسًا، فإنه لم يكن بحاجة إلى هذا الجنوح إطلاقًا، إذ كان كل شيء متوفرًا لصناعة نهاية مفاجئة ولكن ضمن إطار الواقعية الرمزية. هذا الانتقال من أسلوب لآخر بلا منطق بدا أشبه بسردية "البطل الضد" أو "الشرير" الذي يموت في حادث سيارة بنهاية الرواية

وبذلك تحوّل الثلث الأخير من الرواية إلى سرد غريب لشخصية أكثر غرابة، قررت أن تكره الآخرين ثم تكره ذاتها، لتنتهي الرواية بغرائبية عجيبة، على الرغم من الأساس المتين لسردها الواقعي. وأظن أنها كانت تحتاج فقط إلى محرر أدبي يلقي عليها وجهة النظر الأصح

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url