الدليل السرى للمبدع .. الرفيق الى النظرية السردية.. الجزء الاول

كتاب الرفيق الى النظرية السردية
غلاف كتاب الرفيق الى النظرية السردية




 استمتعت جدا بهذا الكتاب النقدى القيم فى جزءه الأول  ومن الترجمة الحسنة الامينة لشيخ المترجمين العرب الاستاذ محمد عنانى..اطال الله عمره.ء 


الكتاب تحرير :ء 
جيمز فيلان
بيتر رابينوفيتز

فهرس الكتاب:ء















بيتناول الكتاب الممتع جدا نظريات مختصة بعلم السرد كما اتفق المجتمع الاكاديمى على التسمية..  وهى مجموعة من المقالات المهمة الطازجة جدا البعيدة عن مجرد اللغو..وستشعر اثناء القراءة بمدى ثراء المادة العلمية المقدمة من مجموع الباحثين فى الكتاب.ء

سأختار بعض الفصول و الصفحات الهامة الملهمة لى اثناء القراءة.ء

فى الفصل الرابع المعنون : بعث المؤلف الموحى اليه ( المؤلف الضمنى) : ما أهمية ذلك؟
ل وين سى . بوث

وقد اضاف د عنانى فى مقدمة  الكتاب ملحوظة فى استبداله لمصطلح ( الكاتب / المؤلف الضمنى) بمصطلح.. المؤلف الموحى اليه لسبب لفظى بحت من وجهة نظره الشخصية.ء


وتعريف المصطلح بصورة مبسطة هو :ء
المؤلف الضمني، هو مفهوم في النقد الأدبي تطور في القرن العشرين. ويختلف عن المؤلف والراوي ، إذ يشير إلى "الشخصية المؤلفة" التي يستنتجها القارئ من النص بناءً على أسلوبية العمل الأدبي. وبتعبير آخر، فالمؤلف الضمني هو بناء صورة الكاتب التي من قِبل القارئ بناء على النص.ء






بوث بيتكلم فى مقالته عن شىء مهم جدا وغائب تقريبا عن اهل النقد فى مساءلة تحديد
 من هو المتحدث فى النص الادبى والمقصود بالمتحدث ليس هو الراوى فى النص..بل الراوى الحقيقى للنص ..والمكتوب على غلاف النص الادبى ..فهو بيحاول يفرق بين مصطلحين متداخلين وهما :ء
الاول هو :ء
المؤلف الحقيقى :  الموجود فى ارض الواقع بشحمه ولحمه.ء

والثانى هو :ء
المؤلف الضمنى :  الموجود فى ارض العمل الادبى بشحمه ولحمه.ء

واريد الاستزادة قليلا فى مصطلح المؤلف الضمنى لانه مفتاح المقالة الممتعة لبوث.. فهذا المصطلح يستخدم للتعبير عن تواجد شخصية الكاتب فى داخل العمل الفنى سواء كان هذا التواجد عن طريق استخدام السرد عن طريق الراوى العليم / الغائب..او عن طريق تواجد الكاتب باسمه الحقيقى فى داخل العمل الادبى سواء كان رواية / قصيدة.ء

فيحاول بوث نزع التفرقة بين المصطلحين على المستوى النقدى فى تفسير هوية العمل الفنى وصاحبها فى التحليل النقدى وذلك عن طريق وضع مصطلح الكاتب الضمنى فى صدارة التفسير الفنى..فى الصفة الضمنية وليست الحقيقية.ء

ولكن تساءل الان..ولماذا كل ذلك ؟
اقول لك ان اهمية ذلك يقصد بها عدم الصاق..حالة او فكرة العمل الادبى الى الكاتب..وبالتالى البعد ايضا عن الصاق حياة الكاتب الشخصية بالعمل الفنى.ء

ومقصد ذلك له مقاصد ايضا فنية فى داخل العمل الادبى..فمحاولة افتراض وطمس التفرقة بين المصطلحين يضع دائما الكاتب فى مرمى الاتهام بنشر افكاره الشخصية..من هنا يفترض بوث ان العمل الادبى لا يعبر بطبيعة الحال عن حقيقة الكاتب الواقعية بل بيعبر عن طبيعة او ما يسمى بقناع ما يلبسه الكاتب فوق طبيعته الخاصة.ء

يقول بوث فى ص136


ص136



ويقصد بيلو بالاجزاء التى يمحوها من نفسه..ليست تلك الاجزاء المتعلقة به ككاتب حقيقى بل ككاتب ضمنى له صفة تبدو حقيقية فى داخل العمل الفنى.. ويضيف بوث : اننا نمحو وحسب تلك الذوات  التى لا نحبها او التى تبدو على الاقل غير ملائمة  للحظة الراهنة..
ويقصد بالذوات هى الذات غير الفنية والتى لا علاقة لها بمتن النص والتى لا تلائم اللحظة الراهنة اى : العمل الفنى.ء

ويضع بول فكرته الجميلة عن اقنعة المؤلفين فيقول فى ص136:ء



ص136

  

وياخذنا بوث الى الشاعر اليوت فيقول عنه فى ص 139

ص139


ص139




ويقول بوث فى ص151 :ء

ص151


عندما ننتقل الى فهرس الكتاب نجد فى بين الفصول فيه.. مقالات تتحدث عن روايات بعينها.. لذ انصح القارىء بقراءة العمل الادبى  اولا ثم قراءة المقالة بعد ذلك..للاستمتاع بالنقد بعيدا عن التخمين اثناء القراءة.. هناك مثلا :ء

فى الفصل السادس يتحدث عن رواية سوناتا كرويتزر لتولستوى

وفى الفصل الفصل السابع يتحدث عن رواية السيدة جيب لهنرى جيمس

وفى الفصل التاسع يتحدث عن رواية  المحاكمة لكافكا

وفى الفصل العاشر يتحدث عن رواية يوليسيز لجيمس جويس

وفى الفصل الثانى عشر يتحدث عن رواية رب الاشياء الصغرى ل ارونداتى روى

 وفى الفصل السادس عشر يتحدث عن قصة الصورة البيضاوية لادجار الن بو



فى الفصل الثامن يتحدث دان شن عن ما يستطيع علم السرد وعلم الاسلوب ان يفيدا فيه بعضهما بعضا

فهناك فرق بين الخطاب والاسلوب او بمعنى اوضح ( الخطاب فى علم السرد ) وبين ( الاسلوب فى علم الاسلوب)

فببساطة معنى الخطاب : هو كيف احكى القصة.ء

اما معنى الاسلوب : هو كيف اكتب المضمون فى داخل القصة .ء


ص229



الفصل فى كامله ممتع جدا وانصح بالقراءة المتأنية فيه.ء






فى الفصل الثالث عشر : ضمير المتكلم عند الرائى : الارتباطات الملتبسة وحدود علم السرد البنيوى.ء

تتحدث سوزان س . لانسر عن قضية نقدية بديهية الشعور ولكن لغزية التفسير وهى :ء

لماذا يربط القراء بين صوت داخل النص وبين صوت المؤلف الفعلى ؟ حتى وهم يعرفون ان ضمير المتكلم خيالى وينبغى اعتباره خياليا محضا ؟

وهل هناك اشارات نصية ترشدنا الى اعتباره صوت خيالى من الناحية الشكلية صوت 
المؤلف نفسه ، مخالفين التعليمات بالا نفعل ذلك ؟

ص350


ولكن قبل الخوض فى التفاصيل احب الاستزادة فى تلك النقطة وبصورة مركزة ومختصرة وهى فرض واقع اسلوب ضمير المتكلم على النص السردى والذى بدا استخدامه من فترة زمنية قديمة خاصا فى الشعر ثم تم انتقاله الى الرواية فى تصنيف.. السيرة الذاتية ، والمقالة.. وغيرها.ء

وكان يعتمد ضمير المتكلم فى واقعه عن شخصية الكاتب الحقيقى للنص ، بصفته الواقعية ، فهو يكتب مقالة فى صحيفة ويتحدث فى قضية ما تخصه وتخص متابعيه..الى تحولها الى فى عصر التقنية الاجتماعية مثل الفيسبوك والتوتير الى صحيفة شخصية تخص صاحبها وحده.. يقراها الجميع.ء

تم استغلال واستخدام تقنية ضمير المتكلم فى السرد الروائى ، لأيهام القارىء بكون السرد النصى المكتوب هو افكار وخواطر الكاتب الحقيقى للنص.. وتم تعميم التقنية لمدى نجاحها فى خلق جوا من الحيرة ومن الصخب المصاحب لاراء النقاد والقراء فى مدى صحة ما يؤمن به الكاتب الحقيقى من افكار فى نصه السردى.ء


اعود الى سوزان وهى تطرح لنا امثلة حية من ذلك الالتباس وهو بالمناسبة التباس محمود فتقول سوزان :ء


ص349


ومن الامثلة :ء

ص 341



ص342



مثال اخر فى رواية البحث عن الزمن المفقود لبروست :ء

ص342






ص343


مثال اخر :ء

ص346


ص346

ص347

وتوكد دوريت قون بوجود الميل عن القراء الى طمس الفوارق بين ضمير المتكلم عن الراوى وبين المؤلف

ص343


وتشير سوزان العادة النقدية الشائعة وهى قراءة النصوص فى ضوء علاقتها التاريخية بالاشخاص الذين كتبوها وهى عادة ( ضعيفة الحجة )  تهيمن على البحوث الادبية.ء

ص349


ص350


اعود الى سؤالى الاساسى من هذا الفصل وهو :ء


لماذا يربط القراء بين صوت داخل النص وبين صوت المؤلف الفعلى ؟ حتى وهم يعرفون ان ضمير المتكلم خيالى وينبغى اعتباره خياليا محضا ؟

تجيب سوزان على السؤال طبقا لخمس معايير وهى :ء

1-
الافراد (بكسر حرف اللام)

2-
التجهيل

3-
التماهى

4-
الثقة

5-
عدم السردية

1-
الافراد : هو السرد بضمير المتكلم على طول خط السرد.ء

ص351



2-
التجهيل : هو عدم وجود اسم علم للمتحدث فى النص .ء

ص351


ص352


3-
التماهى : هو التجانس بين الراوى والمؤلف فى الاسم، او فى الذكورة او الانوثة، او الانتماء العرقى، او السن، او الخلفية الشخصية، او المعتقدات والقيم، او العمل بالكتابة.ء

352ص


4-
الثقة : هو اتساق قيم وافكار الراوى مع قيم وافكار المؤلف .ء

352ص


353ص


5-
التزامن / عدم السردية/ عدم الزمنية : هو استخدام الراوى لبعض الكلمات او بعض الاحداث ليس لها علاقة بسرد الاحداث وغير فاعلة بها..فيعتقد القارىء انها تخص الكاتب وليس السارد فى الرواية.ء

353ص


Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url