٢٧ - كبسولة نقدية : ليه مبقتش قادر استكمل قراءة الروايات العربية المعاصرة ؟
ليه مبقتش قادر استكمل قراءة الروايات العربية المعاصرة، وليه ابتعدت من سنين عن متابعة روايات القوائم القصيرة للجوائز والفائزة منها؟
برغم ان خريطة قرأتى الشخصية معتمدة على الذائقة الادبية.. وفيها احيانا اختيار عشوائى للاسماء المطروحة على الساحة.. ومنها ترشيحات جروبز الكتب و اختيارات بعض الاصدقاء الموثوق فيهم ..بالاضافة الى العناية ببعض الاسماء والسعى الدائم لقراءة اعمالهم..لمتابعة تطور اسلوبهم فى الكتابة.
وللاسف مبقدرش استكمل قراءة الرواية للاسباب التالية :-
1- بعض الروايات تسرد وتحكى ..لمجرد السرد نفسه..يعنى ايه؟
يعنى تسرد زى السيرة الذاتية و زى الخواطر المدرسية فى حصص التعبير.. و زى اللى يكون عايز يحكى عن حادثة ما ويحاول يمجدها ويكللها لمجرد التوثيق التاريخى..بعيدا عن جسد الرواية نفسه.. وباسلوب تقريرى بحت ليس له علاقة بالسرد نفسه.
2- بعض الروايات بتعانى من ضمير السارد..معاناة التلميذ فى سطر اجابته فى ورقة الامتحان.. لا تفهم.. من اللى بيحكى لمين ..وعن مين.. ولا يكتفى بذلك فى محاولة لتهميش القارىء.. واصابته باحساس الضألة العقلية .. وبالنسبة لى ضمير السارد هو المفتاح السرى.. لبراعة الكاتب نفسه.. فى كتابة الرواية.
3- نستالوجيا ال 10 سنين..ايه حكاية كل حد يكتب رواية.. يحاول انه يستحضر زمن قريب جدا وخاصا لو كان الحدث ده ..حدث سياسى؟؟؟؟؟؟؟ فصعب جدا انك فى رواية تستحضر زمن قريب.. وتحاول انك تجادل فيه بوجه نظرك ..تقريبا احنا كقراء عاصرنا هذا الحدث..ليه بقول كده؟ لان غالبا الاستحضار المرئى للواقعة مفهوم كبداية ونهاية.. والزمن هنا معروف الحدث.. يعنى مثلا مشهد فى رواية يستحضر احداث شارع محمد محمود.. مفهوم انك بتحكى عن حدث عاصرته ككاتب.. بس السوال هنا.. فين اللحظة او الكادر اللامرئى اللى محدش شافه من قبل؟ وفين وجه الشغف فى قراءة حدث قريب محروق السياق السردى فيه ومعروف فيه نهايته؟
4- انا عارف انه قاعدة السرد المبدئية هى الاعتماد على كتابة ما يعلمه الكاتب وما يملك من خبرة حياتية.. معروف طبعا.. بس ليه اثناء القراءة بتسرد ما تعلم بدون محاولة نقل فكرة (ما تعلم) الى (ما لا تعلم)؟
بمعنى انه الشخصية المكتوبة احيانا انت ككاتب تعلم عنها اشياء فتسردها ولكن الاجمل والامتع والاصدق ان تكتب عنها ما لم تعلمه هى نفسها ..اقصد الشخصية.. الوجه الخفى او الآخر منها.. تحاول استكشاف بواطن مختلفة فيها.
5- رواية الجوائز الاجنبية لا تخلو من فكرة جديدة ..ولا من طريقة سرد جديدة.. لازما وجود بها عنصر جديد وملمح عجيب واجب لفت الانتباه لها.. دى ملحوظة هامشية مرصودة دايما.. والاجدى اننا كعرب لازم نعرف وندرب كالجان اختيار اعمال للجوائز.. كيف تعمل تلك الاليات فى الاختيار.. للوصول لافضل الاعمال الفعلية وليس لمجرد ان صاحب العمل..له سيرة ذاتية وله علاقات جيدة وله اعمال سابقة طيبة.. فيتم تصعيده وترشيحه..برغم تواضع عمله المقدم ؟
