٣٨ - كبسولة نقدية : كيف نفرق بين الرواية التجارية و الرواية الأدبية؟
هل هناك تفرقة بين ما يسمى بالأدب العميق والأدب السطحى _ على أكثر تخصيص _ الرواية الأدبية والرواية التجارية او الكتابة الجادة والكتابة الخفيفة ؟ء
كلها مصطلحات نقدية تجارية صحفية تسويقية.. تخدم فكرة صاحب الطرح للوصول الى دليل وهدف يقنع به القارىء بشىء يحقق مصلحة ما.ء
ولكن هل هناك ضرورة للتفرقة بشكل حقيقى واقعى يحقق للقارىء المعرفة والتى تؤدى الى متعة تحقيق غاية فعل القراءة؟ء
كلها استخدامات نفعية لخدمة هدف ما.. ومن هنا يقع على النقد المهمة التأسيسية لتنوير القارىء بما يطرح الجيد منه و المستحق من القراءة.ء
هنا اجد النقد احيانا يقع فى اشكالية الذهاب الى الرواية التجريبية والاشادة بها برغم كونها فرع بسيط من بنود الرواية بل واغلب مقالات الصحف الأدبية تكتب عن روايات الجوائز العربية وفقط وحاليا لا اجد حتى من يكتب عنها !ء
واحاول ان اقرب الشرح.. لانى لست من انصار وضع روايات الفلسفة وعلم النفس وغيرها وكما هو شائع فى بند العمق وكأن فئة واحدة تفهم ولا تريد لآخرى ان تقترب منه.ء
دعونا نرتب افكارنا كما يجب او كما افضل انا.. لكى نصل لاجابة شافية عن معايير الرواية الجيدة.ء
قيس على ذلك اى فرع تندرج فيه الرواية.. ليس لانها رواية بوليسية إذن فهى رواية سطحية ولكن لماذا درجت التسمية والتصنيف ما بين رواية أدبية ورواية تجارية من قبل النقاد برغم تهافت المبدأ ذاته؟ء
وهل نعتبر نجيب محفوظ بتحقيق افضل مبيعات منذ حصوله على نوبل وبتقرير أدارات التسويق.. بكونه كاتب بيست سيلر بما يعنى ادراجه تحت مسمى الروايات السطحية / التجارية/ الخفيفة؟ء
هنا وجب علينا وضع التصنيف والتسمية تحت بند يصلح للتوافق ما بين الأدبى والتجارى.. لذا وجب العودة الى التصنيف الادق وكما اسلفت القول.. ما بين رواية جيدة ورواية سيئة.ء
سبب ذهاب النقاد الى مصطلحى أدبى وتجارى.. هو قيمة المحتوى فنيا وزمنيا.. فالشائع فيما هو تجارى ارتباطه بأبجديات سوق النشر وتذوق المشترى والذهاب إليه بطرق عدة تخاطب حواس الشراء.. وبالطبع تأثر عملية الكتابة وارتباطها بافكار معينة للتسويق.ء
اما عامل الزمن فمعه تصمد الرواية الأدبية المثقلة بالافكار والتكوين السردى والعضوى.. بعكس التجارى المرتبط بزمن القدرة والقابلية الشرائية.ء
ومن هنا يأتى وعى القارىء فى التصنيف ما بين الجيد والسىء فى الرواية.ء
ولكن كيف يصنف القارىء الرواية ؟ء
.. وانا افضل النوع الاخير فى اعتمادى على القراءة فى الاغلب.. لأن الكاتب بصفة ناقد هو ممارس لفعل الكتابة ذاته.. فيدرك تمام الادراك صعوبات بناء العمل.ء
وسأفرد بوست اخر بخصوص التفرقة بين الانطباع والرأى.ء
