٢ -كبسولة نقدية : جوزيه ساراماجو وتحولات السرد فى رواية الاخر مثلى










كتبت من سنة مضت، انطباعى اثناء قراءة رواية ساراماجو.. فى مجموعة من البوستس على الرواية ككل.ء
وكان هناك انطباع فى جزئية تحول السارد من الراوى العليم(المفضل لساراماجو) إلى الراوى المتكلم اثناء السرد.ء
ولطبيعة التحول، كانت لضرورة فنية استعان بها الكاتب، لضرورة السير مع السرد، ومع فكرة الرواية، 

وليس التحول او التبدل، من اجل ابهار القارىء او التمطع عليه، بل من اجل السير بالسرد بضمير المتكلم(تيار الوعى) ومحاولة تحجيم الراوى العليم.ء
تماشيا مع بنية الرواية وبنية السرد المطلوبة فى الحكى.ء
ساحاول الاستفاضة والشرح بما أقصد، ولكن أود من القارىء الكريم ان يطلع بقراءة عن مقالى المبدئى من 
من هنا 👇


واستكمالا له بداعى الشرح المفصل نبدأ بقراءة الصفحة الاولى من رواية الآخر مثلى



نلاحظ الضمير المستخدم وهو العالم المركزى، من الصفحة الاولى من الرواية، وكما ذكرت فى البوست السابق، بدأت أشعر من الصفحة 30 الى 50 بعملية تبدل فى السرد ما بين ضمير الغائب و ضمير المتكلم أى بين السارد العالم و سارد تيار الوعى.ء

ونلاحظ ايضا استخدام ساراماجو فى تكنيك السرد فى رواياته، فى الديالوج بين الشخصيات، بحذف علامة (_) فى بدايات عبارات الديالوج، ويقوم بدمج الديالوج بينهم ويستخدم علامتى النقطة(.) والفاصلة (،) فقط، 
بل ويقوم بدمج السرد مع الديالوج فى قطعة واحدة متواصلة فى كل رواياته.ء


فى الصفحتين رقم 39 و 40 يبدأ الكاتب فى مستهل الفصل بالسرد ولكن نلاحظ :ء

ء1- انه بدأ الفصل بالسارد العليم وهو المشار إليه بالخط الاحمر فى ص 39 كاملة وفى اجزاء متفرقة من ص 40

ء2- ثم ادخل السارد المتكلم، لأول مرة منذ بداية السرد فى الرواية، من بداية السطر الاول فى ص 40 ، (إن ما يحيرنى أكثر) وأكمل به السرد إلى نهاية الرواية.ء

ء3- نلاحظ فى ص 40 بداية تحول السرد من السارد العالم إلى السارد المتكلم، ولم يكتفى بذلك، بل أعطى له المساحة لكى يتحدث مع الشخصية (بطل الرواية)ء

ء4- ونلاحظ الديالوج بينهما فى ص 40 على السطر الواحد

ء5- واعرف تمام العلم بتشتت القارىء الآن اثناء القراءة، لان من الطبيعى أن يكون قد اطلع من بداية الرواية على الحدث، لكى يستطع من خلال سياق الحدث، أن يفهم لماذا ساراماجو فعل ذلك، وخلال التقدم فى القراءة ستظهر معالم الحبكة واضحة ولمعنى ما يريد ساراماجو




وعندما نصل الى ص 46 سنلاحظ :ء
ء1- استكمالا لما سبق الديالوج المستمر بين ضميرى المتكلمين

ء2- بالاضافة الى نعت احد الضميرين (المتكلمين) المتحدثين ب (الحس المشترك)والمشار اليه بالسهم، ،وهو اسم الشخصية التى كانت تسرد الحدث، من بداية الرواية الى وصول تحدثه مع الشخصية الرئيسية(البطل)، من ص 40، فى عبارة(إن ما يحيرنى اكثر)



هنا فى ص 49 يعود (الحس المشترك) الى السرد، بالسارد المركزى(بضمير الغائب) ونلاحظ من بداية السهم المشار إليه الى نهاية القطعة، تفسير فلسفى لوظيفة( السارد العالم) فى الكتابة، ولدوره هنا تحديدا فى الرواية، ولمحاولة التمهيد لتقليص دوره او استحضاره مع الشخصية الاخرى فى الحدث الى نهاية الرواية

ومن هنا تظهر براعة ساراماجو النقدية ومهارته فى استخدام ضمائر السرد والاستفادة منها فى المتن الروائى
Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url