لغز رواية الواجهة ليوسف عز الدين عيسى
| غلاف رواية الواجهة د يوسف عز الدين عيسى |
رواية عظيمة لا يعرفها أحد.. كانت العبارة تلح بصورة متكررة اثناء القراءة وقد فاقت توقعى وبمعنى آخر تجاوزت كل المتوقع.. ثم بحثت عن المقالات النقدية وعن ما تحوى الرواية من مستوى تلقى من قبل النقد.. فوجدت جوجل لا يحوى الا بعض القشور عنها.. وربما قد نالت من النقد الورقى فى مرحلة ما قبل ظهور الألكترونى ما نالت.. ربما نالت من الدراسة الكافية فى الكتب الورقية وقد نسى اصحابها التدوين فى فضاء الجوجل والذى تحول الى مكان لا غنى عنه فى البحث ..ولكن بحثت بدقة ولم أجد ما يرضى أسئلتى عن تفسير وتأويل الرواية.. الا من بعض الانطباعات فى الجود ريدز.. لا تظهر نقدا حقيقى و لأنى درست النقد عن هواية معنية بأمتنهان الكتابة الابداعية.. فقرأت الرواية بعين الروائى المعجب المحب فى سرد رؤيته الخاصة عليها.. وأحب ان اكرر محاولات النقد الورقى واضيف إليها مساحة ٤ى الفضاء الالكترونى. ء
لندخل إلى الرواية ولكن اتمنى من القارىء إن كان لم يقراها او قراها بسطحية.. ان يعيد المحاولة قبل قراءة نقدى لها.. لكى لا تفرض عليه رؤيتى اثناء قراءته لها.ء
١ -
الرواية ديستوبيا / واقعية سحرية.. بمعنى واقع ذو خيال يحكمه قانون السرد عند الراوى.. واستخدم اسلوب الراوى العليم فى الحكى.. للاسف كثير من القراء لا يدركوا قانون الواقعية السحرية ومدرسته.. وهناك ما يقيس ذلك بما هو مألوف له من طريقة الواقعية او التقليدية فى الرواية.. فأغلب تلك الفئة تدعوا بسوء الرواية لعيب فى القياس وليس فى المقياس ذاته.ء
٢-
هناك مبدأ آخر تحكمه افكار الكاتب محل الطرح واطروحات الاسئلة فى اثناء السرد.. ولكى نصل الى مضمون تلك الافكار علينا بمحاولة تفسير بعض الرموز اثناء السرد.. لكى نفهم اين يريد ان يصل الكاتب بنا؟
٣-
استخدم الكاتب طريقة الرمز المباشر.. لبعض شخصيات الرواية ولم يستخدمها مع بعض آخر.. لماذا فعل ذلك؟ لم اجد اجابة نقدية واحدة.. ترضى شغفى فى الاجابة..
و كان من الممكن ان يسمى الشخصيات
ء# باسماء وهمية
ء# او لا يسمى
ء# او يرمز الاسماء
ء# او يرمز الاسماء بالصفات.. وهنا كان الاحتمال الاخير هو الاقرب ولكن كيف فعلها ولماذا اراد الكاتب ذلك؟ء
ولكن قبل ان نجيب عن هذا السؤال دعنا نذهب الى تفسير الحروف المرمزة الى الشخصيات واستخدم الكاتب
(حرف واحد / حرفين )
وهناك بعض الاراء ذهبت الى تفسير الحرفين كمدلول الى كلمتين لقصد معنى ما.. مثلا (ميم نون )تعنى :
( من أكون؟)
ولكن عندما سرت على هذا التأويل مع فكرة ترميز الكاتب باقى الشخصيات بحرف واحد.. وجدت انه لو كان الكاتب يعنى بدلالة الحرفين كمدلول كلمتين!ء
إذن لماذا لم يمشى هكذا طوال الرواية برمز حرفين؟ء
ثم وجدت ان دلالة كلمة واحدة كمدلول رمزى يسير على نسق مطابق لفكرة الرواية المعنية بلعبة صفات الوجود.. فيكفى رمز دال على كلمة واحدة سواء كانت
بحرف او حرفين.. فهى تكفى وتصيب المعنى الباطن بدقة.ء
٤-
ساحاول ان اعطى سببا لكل رمز لكل شخصية فى الرواية..قصده تأويلى للكاتب.ء
ء1- (ميم نون) يرمز الى( من) من المقطع الاول فى الرواية ص ١ : لا يذكر من أين أتى .ء
وهو يحاول على طول خط السرد ان يفهم هويته وكينونته وأصله.ء
ء2- ( دال) يرمز الى (دليل)
ء3-(تاء) يرمز الى (تأويل)
ء4- (سين) يرمز الى ( سؤال)
وهم عائلة واحدة أخ لأختين.. سنرى خلال المشهد من ص٣١ الى ص ٤١ هذا الاستعراض للسياق المركب للوجود الكونى.. ولو اعدت قراءة المشهد مع وضع الكلمات السابقة محل الحروف المرمزة.. ستستمتع بالسجال الفلسفى المدهش بين الشخصيات.ء
ء5- (واو واو) يرمز الى (الوجود) وسنجد السجال الدائر بينه وبين (ميم نون) من ص ١٠٢ الى ص١١٤ .. يتناول فكرة الوحدة والوجود وانعكاس ذلك على المعنى فى تواجده فى المدينة.ء
ء6-( جيم ) يرمز الى (الجمال) كنت فى البدء معتمد ان حرف الجيم يرمز الى كلمة( زوجة) ثم مع القراءة الفاحصة.. وجدت ان الكاتب يستعين بالكلمة اثناء السرد فى الكناية عنها؟ء
فلماذا يستعيرها ثم يصفها؟ء
وهنا كانت صعوبة الرمز واحتياجه من القارىء.. القراءة المتأنية من لحظة ظهور الشخصية من ص ١٦٧ الى نهاية الرواية لكى يربط اقوال وافعال الشخصية بالقصد السردى.. والشخصية فى مجملها مجردة فى جمالها.. فالجمال لا قيمة له الا بالتجريد البعيد عن اى مقياس.ء
ء7- (الرجل المجهول) يرمز الى الوحى.. ومنذ ظهوره من مشهد مكالمة فتاة المطعم له على الهاتف.. وكل مكالماته الهاتفية بعد ذلك الى (م ن) هى سجالات تعطى اليه معلومات وقتية بمقدار ما يسمح له.ء
ء8- (مالك المدينة) يرمز الى الإله.ء
ء9- (فاء) و (باء) ورمز الفاء بالفتاة ورمز الباء بالصبى.. ولم اجد مشاهد تكفى لهما لكى احكم على تأويل اثق فيه وحتى لم تدر بينهما سجالات كباقى الشخصيات اثناء السرد.. توضح رمزية معبرة عنهما الا ان اجد ان الفتاة كرمز انثوى فى تكوينه يرمز الى طفولة الكوكب /براءة الارض.ء
ء10- (لام) يرمز الى (لم) وهى شخصية تواجه (م ن) بسجال محورى فى الرواية.. ص ٢٩٤ .. هو سجال مبنى على فكرة الاختيار لا الاجبار.. فمالك المدينة لم يجبره على الاختيار بل ترك له الحرية فى صنع قدره ولكن فى (حدود معينة) ص ٢٩٧ الى ٢٩٨.. فهى تقول له انه هو ما يصنع قدره ويختار.ء
٥-
هناك كلمات تعمل كرموز فى الرواية مثل :ء
ء1-(الواجهة) رمز الحياة والصورة الظاهرة من غاية الحياة .ء
ء2- (الطاحونة) رمز للكدح فى العمل/الوظيفة.ء
ء3-(الذبابة) رمز حضور الموت.ء
ء4-(البالوعة) رمز الخروج الى العالم الآخر/المبهم.ء
ء5-(الضيف) تكررت الكلمة فى ص ١٩ فى مشهده مع الخادم.. وفى ص ٤٥الى٤٦ فى مشهده مع الشرطى.. وترمز الى الكناية عن صفة (م ن)وغيره من (الضيوف) المتشابهون معه فى مساءلة البحث عن الحقيقة.. فيوجد الكثير ايضا من (م ن).ء
ء6-ء (البيت) فى ص٩٩ رمز الى بيت العبادة فى الاديان.ء
ء7-ء (الجانب الآخر ص١٣٧/الجزء الخلفى ص٢٢٤) رمز الى المعامل العكسى لل(واجهة) واحلام العقل الباطن وكل ما هو مباح.ء
ء@ء وهنا نقطة هامة مفصلية تتعلق بتفسير تألقم (م ن) على نهج الناس من حوله سواء فى الواجهة او فى الجزء الخلفى.. ستجد ان الناس تمشى فى حالة من التنويم المغناطيسى او حالة من الازدواجية تتعلق بقانون يحكمه المكان على الجانبين.. بالاضافة الى تأقلم ( م ن) على ذلك فهو ذهب الى الطاحونة/ وصدق كذب زوجته/ وتغاطى عن خيانتها له / وعن تحرش القاضى بطفلته..ء
اذن الامر يبدو مريبا ولكن له تفسيرا توصلت إليه وهو :ء ومنذ ظهور (م ن) فى الحدث من بداية الرواية ..يفسر لنا ايضا ظهور (ضيف) آخر فى ص٣٨٥ ويكرر مشهد البداية مع ذات أسئلة (م ن) ..وكأنه هو نفس الشخص مع تبدل الحروف الرمزية..ء
اذن ذلك يفسر لنا ما قبل بداية حياة(م ن) فى السؤال عن الحقيقة وهى فترة تشبه حياة ذلك الشاب الذى رأى مشهد موت ورمى (م ن ) فى البالوعة.. ويشعر انه يرى شيئا مجهولا غير مرئى ولكنه يشعر به ولا يدرك مصدره.ء
اذن لقد كان (م ن) يعيش فى المدينة بكل اعرافها وقوانينها ولكنه اصيب بداء البحث عن الحقيقة.. والتى افقدته بحالة من فقد الاحساس بالواقع المحسوس والذى ترتب عليه :ء
ء#ء تفرده بسمع صوت القطار من فتحة البالوعة.ء
ء#ء ايمان المدينة بقضيته فى البحث عن الحقيقة.ء
ء#ء محاولات الرجل المجهول لمساعدته.ء
ء7-ء (البرج) فى ص٣٠٢ ..رمز الى مهمة الصعود الدنيوي فى الكفاح من اجل الرسالة.. فحجرته فى اعلى طابق ويلزمه الصعود على قدميه برغم وجود المصعد! وهنا رمزية الى الجهد اللازم والمستمر فى التدرب على الصعود اليومى.. فكيف يريد الوصول الى الحقيقة بدون تعب واحساس بالمعاناة!ء